فصل: ذكر ما ورد أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي للفتاوي ***


الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فقد كثر السؤال عن الحديث المشتهر على ألسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكث في قبره ألف سنة وأنا أجيب بأنه باطل لا أصل له ثم جاءني رجل في شهر ربيع الأول من هذه السنة وهي سنة ثمان وتسعين وثمانمائة ومعه ورقة بخطه ذكر أنه نقلها من فتيا أفتى بها بعض أكابر العلماء ممن أدركته بالسن فيها أنه اعتمد مقتضى هذا الحديث وأنه يقع في المائة العاشرة خروج المهدى والدجال ونزول عيسى وسائر الأشراط وينفخ في الصور النفخة الأولى وتمضي الأربعون سنة التي بين النفختين وينفخ نفخة البعث قبل تمام الألف فاستبعدت ذلك من مثل هذا العالم المشار إليه وكرهت أن أصرح برده تأدبا معه فقلت هذا شيء لا أعرفه فحاولني السائل تحرير المقال في ذلك فلم أبلغه مقصوده وقلت جولوا في الناس جولة فإنه ثم من ينفخ أشداقه ويدعى مناظرتي وينكر على دعواي الاجتهاد والتفرد بالعلم على رأس هذه المائة ويزعم أنه يعارضني ويستجيش علي من لو اجتمع هو وهم في صعيد واحد ونفخت عليهم نفخة صاروا هباء منثورا فدار السائل المذكور على الناس وأتى كل ذاكر وناس وقصد أهل النجدة والباس فلم يجد من يزيل عنه الألباس ومضى على ذلك بقية العام‏.‏ والسؤال بكر لم يفض أحد ختامها بل ولا جسر جاسر أن يحسر لثامها وكلما أراد أحد أن يدنو منها استعصت وامتنعت وكل من حدثته نفسه أن يمد يده إليها قطعت وكل من طرق سمعه هذا السؤال لم يجد له بابا يطرقه غير بابى وسلم الناس أنه لا كاشف له بعد لساني سوى واحد وهو كتابي فقصدني القاصدون في كشفه وسألني الواردون أن أحبر فيه مؤلفا يزدان يوصفه فأجبتهم إلى ما سألوا وشرعت لهم منهلا فإن شاؤا علوا وإن شاؤا أنهلوا وسميته الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف فأقول أولا الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف سنة ولا تبلغ الزيادة عليها خمسمائة سنة وذلك لأنه ورد من طرق أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أواخر الألف السادسة وورد أن الدجال يخرج على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث في الأرض أربعين سنة وأن الناس يمكثون بعد طلوع الشمس من مغربها مائة وعشرين سنة وأن بين النفختين أربعين سنة فهذه مائتا سنة لا بد منها والباقي الآن من الألف مائة سنة وسنتان والى الآن لم تطلع الشمس من مغربها ولا خرج الدجال الذي خروجه قبل طلوع الشمس من مغربها بعد نزول عيسى بسنتين ولا ظهر المهدي الذي ظهوره قبل الدجال بسبع سنين ولا وقعت الاشراط التي قبل ظهور المهدي ولا بقي يمكن خروج الدجال عن قريب لأنه إنما يخرج على رأس مائة وقبله مقدمات تكون في سنين كثيرة فأقل ما يكون أن يجوز خروجه على رأس الألف أي لم يتأخر إلى مائة بعدها فكيف يتوهم أحد أن الساعة تقوم قبل تمام ألف سنة هذا شيء غير ممكن بل اتفق خروج على رأس ألف وهو الذي أبداه بعض العلماء احتمالا مكثت الدنيا بعده أكثر من مائتي سنة المائتين المشار إليها والباقي ما بين خروج الدجال وطلوع الشمس من مغربها ولا ندري كم هو وإن تأخر الدجال عن رأس ألف إلى مائة أخرج كانت المدة أكثر ولا يمكن أن تكون المدة ألفا وخمسمائة سنة أصلاوها أنا أذكر الأحاديث والآثار التي اعتمدت عليها في ذلك‏.‏

ذكر ما ورد أن مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم

بعث في أواخر الألف السادسة

قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد حدثنا يعلى بن هلال عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها وهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ولا تزرق عيونهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون مع الشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الأدراك منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها يوما ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج وأطولهم مكثا فيها مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة وذكر بقية الحديث وقال ابن عساكر أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي أخبرنا أبو سهل حميد بن أحمد بن عمر الصيرفي أخبرنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب أخبرنا أبو جعفر محمد بن شاذان ابن سعدوية أخبرنا أبو علي الحسن بن داود البلخي حدثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد حدثنا أبو هاشم الأيلي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قضى حاجة المسلم في الله كتب الله له عمر الدنيا سبعة آلاف سنة صام نهاره وقام ليله‏.‏ وقال ابن عدي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله البلخي ثنا أحمد بن محمد حدثنا حمزة بن داود حدثنا عمر بن يحيى حدثنا العلاء بن زيد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة قال الله تعالى ‏(‏وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون‏)‏ وقال الطبراني في الكبير حدثنا أحمد بن النضر العسكري وجعفر بن محمد العرياني قالا حدثنا الوليد بن عبد الملك بن سرح الحراني حدثنا سليمان بن عطاء القريشي الحربي عن سلمة بن عبد الله الجهني عن عمر بن أبي شجعة بن ربيع الجهني عن الضحاك بن زمل الجهني قال رأيت رؤيا فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه إذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعلاها درجة فقال صلى الله عليه وسلم أما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة وأنا في أخيرها ألفا أخرجه البيهقي في الدلائل وأورده السهيلي في الروض الأنف وقال هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد فقد روى موقوفا على ابن عباس رضي الله عنه من طرق صحاح أنه قال الدنيا سبعة أيام كل يوم ألف سنة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخرها وصحح أبو جعفر الطبري هذا الأصل وعضده بآثار، وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وأنا في آخرها ألفا أي معظم الملة في الألف السابعة ليطابق ما سيأتي من أنه بعث في أواخر الألف السادسة ولو كان بعث في أول الألف السابعة كانت الاشراط الكبرى كالدجال ونزول عيسى عليه السلام وطلوع الشمس من مغربها وجدت قبل اليوم بأكثر من مائة سنة لتقوم الساعة عند تمام الألف ولم يوجد شيء من ذلك فدل على أن الباقي من الألف السابعة أكثر من ثلثمائة وقال ابن أبي حاتم في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه قال الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة وقال ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الأمل حدثنا علي بن سعد حدثنا حمزة بن هشام قال سعيد بن جبير إنما الدنيا جمعة من جمع الآخرة وقال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن رجل من أهل الكتاب أسلم قال إن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وجعل أجل الدنيا ستة أيام وجعل الساعة في اليوم السابع قد مضت ستة أيام وأنتم في اليوم السابع وقال ابن إسحاق حدثنا محمد بن أبي محمد حدثنا عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أن يهودا كانوا يقولون مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوما واحدا في النار وإنما هي سبعة أيام معدودات ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالى في ذلك ‏(‏وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة‏)‏ إلى قوله تعالى خالدون، أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وقال عبد بن حميد أنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله وقال الدينوري في المجالسة ثنا محمد عبد العزيز أخبرنا أبي قال سمعت سالم الخواص يقول سمعت عثمان ابن زائدة يقول كان كرز يجتهد في العبادة فقيل له ألا ترح نفسك ساعة فقال كم بلغكم عن الدنيا قالوا سبعة آلاف فقال كم بلغكم مقدار يوم القيامة قالوا خمسين ألف سنة قال يعجز أحدكم أن يعمل سبع يومه حتى يأس من ذلك اليوم‏.‏

ذكر ما ورد أن الدجال ينزل على رأس مائة وينزل عيسى عليه السلام

فيقتله ثم يمكث في الأرض أربعين سنة

قال ابن أبي حاتم في التفسير حدثنا يحيى بن عبدك القرطبي حدثنا خلف بن الوليد حدثنا المبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن ابن أبي بكر عن العريان بن الهيثم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ما كان منذ كانت الدنيا رأس مائة سنة إلا كان عند رأس المائة أمر فإذا كان رأس مائة خرج الدجال وينزل عيسى فيقتله، وأخرج الطبراني عن عبد الله بن سلام قال يمكث الناس بعد الدجال أربعين سنة تعمر الأسواق ويغرس النخل‏.‏ وأخرج الطبراني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين عاما‏.‏ وأخرج أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فينزل عيسى عليه السلام فيقتله ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين عاما إماما عادلا وحكما قسطا‏.‏ وأخرج أحمد في الزهد عن أبي هريرة قال يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة لو يقول للبطحاء سيلي عسلا لسالت وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين أذني حمار الدجال أربعون ذراعا فذكر الحديث إلى أن قال وينزل عيسى ابن مريم فيقتله فيتمتعون أربعين سنة لا يموت أحد ولا يمرض أحد ويقول الرجل لغنمه ولدوابه اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب لا تؤذي أحدا والسبع على أبواب الدور لا يؤذي أحدا ويأخذ الرجل المد من القمح فيبذره بلا حرث فيجيء منه سبعمائة مد فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج فيموجون ويفسدون في الأرض فيبعث الله دابة من الأرض فتدخل آذانهم فيصبحون موتى أجمعين وثنتين الأرض منهم فيؤذون الناس بنتنهم فيستغيثون بالله ريحا يمانية غبراء ويكشف ما بهم بعد ثلاث وقد قذفت جيفتهم في البحر ولا يلبثون إلا قليلا حتى تطلع الشمس من مغربها قال أبو الشيخ في كتاب الفتن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال ويمكث أربعين عاما يعمل فيهم بكتاب الله تعالى وسنتي ويموت ويستخلفون بأمر عيسى رجلا من بني تميم يقال له المقعد فإذا مات المقعد لم يأت على الناس ثلاث سنيين حتى يرفع القرآن من صدور الرجال ومصاحفهم‏.‏ وأخرج مسلم والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال فيلبث في أمتي أربعين ثم يبعث الله عيسى فيطلبه حتى يهلكه ثم يبقي الناس بعده سبع سنيين ليس بين اثنين عداوة ثم يبعث الله ريحا باردة تجيء من قبل الشام فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضت روحه حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه ثم يبقى شرار الناس فيجيئهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان فيبعدونها‏.‏ وأخرج أبو يعلي والروياني في مسنديهما وابن نافع في معجمه والحاكم في المستدرك والضياء في المختارة عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ريحا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن‏.‏

ذكر مدة مكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها

قال ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي قيس عن الهيثم بن الأسود قال خرجت وافدا في زمن معاوية فإذا أنا بعبد الله بن عمر فقال لي عبد الله بن عمر من أنت فقلت له من أهل العراق قال هل تعرف أرضا فيكم كثيرة السباخ يقال لها كوتي قلت نعم قال منها يخرج الدجال ثم قال أن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها، وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن وقال ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن أبي خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة، وقال عبد بن حميد أخبرنا يزيد بن هرون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد سمعت أبا خيثمة يحدث عن عبد الله بن عمر قال يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة اخرجه نعيم بن حماد في الفتن وأخرج نعيم بن حماد عن كعب قال إذا انصرف عيسى بن مريم والمؤمنون من يأجوج ومأجوج لبثوا سنوات فإذا رأوا كهيئة الهرج والغبار فإذا هي ريح قد بعثها الله لتقبض أرواح المؤمنين فتلك آخر عصابة تقبض من المؤمنين ويبقى الناس بعدهم مائة عام لا يعرفون دينا ولا سنة يتهارجون تهارج الحمر عليهم تقوم الساعة، وأخرج نعيم عن عبد الله بن عمر قال يا رسول الله بعد يأجوج ومأجوج ريحا طيبة فتقبض روح عيسى وأصحابه وكل مؤمن على وجه الأرض ويبقى بقايا الكفار وهم شرار الأرض مائة سنة، وأخرج نعيم عن عبد الله بن عمر قال لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب ما كان يعبد آباؤها عشرين ومائة عام بعد نزول عيسى عليه السلام وبعد الدجال‏.‏

ذكر مدة ما بين النفختين

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين النفختين أربعون عاما‏.‏ وأخرج ابن أبي داود في البعث وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين النفختين أربعون عاما‏.‏ وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الحسن قال بين النفختين أربعون سنة الأولى يميت الله بها كل حي والأخرى يحيي الله بها كل ميت‏.‏ ثم بعد انتهائي بالتأليف الى هنا رأيت في كتاب العلل للإمام أحمد بن حنبل قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه حدثني عبد الصمد أنه سمع وهبا يقول قد خلا من الدنيا خمسة آلاف سنة وستمائة سنة أني لأعرف كل زمان منها ما كان فيه من الملوك والأنبياء وهذا يدل على أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف بنحو أربعمائة سنة تقريبا‏.‏

‏(‏فصل‏)‏ ومما يدل على تأخر المدة أيضا ما أخرجه الحاكم في تاريخه قال حدثنا أبو سعيد بن أبي حامد حدثنا عبد الله بن إسحاق بن إلياس حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يعبد الله في الأرض مائة سنة قبل ذلك، ومما يدل على ذلك أيضا ما أخرجه الديلمى في مسند الفردوس قال سمعت والدي يقول سمعت سليمان الحافظ سمعت أبا عصمة نوح بن مطر الفرغاني سمعت محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ سمعت أبا صالح خلف بن محمد سمعت موسى بن أفلح سمعت أحمد بن الجنيد سمعت عيسى بن موسى سمعت أبا حمزة سمعت الأعمش سمعت مجاهدا سمعت ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأشرار بعد الأخيار خمسين ومائة سنة يملكون جميع أهل الأرض وهم الترك قال الديلمي وأخبرناه عاليا أبي أخبرنا علي الميداني أخبرنا سعيد بن أبي عبد الله أخبرنا أبو عمرو بن المهدي حدثنا ابن مخلد حدثنا أحمد بن الحجاج النيسابوري أخبرنا مقرب بن عمار أخبرنا معمر بن زائدة عن الأعمش به وأخبرنا الروياني في مسنده حدثنا محمد بن إسحاق أخبرنا محمد بن أسد الخشني أخبرنا الوليد بن مسلم أخبرنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة حدثني حسان بن كريب قال سمعت أبا ذر يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بمصر رجل من قريش أخنس يلي سلطانا ثم يغلب عليه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام وذلك أول الملاحم أخرجه ابن عساكر في تاريخه وقال رواه غيره عن الوليد فادخل ببن حسان وأبي ذر أبا النجم أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن منصور وعلي بن مسلم الفقهاني قالا أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أخبرنا جدي أخبرنا أبو بكر أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي حدثنا أبو عامر موسى بن عامر أخبرنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال حدثني حسان بن كريب قال سمعت أبا النجم يقول سمعت أبا ذر يقول أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس يلي سلطانا ثم يغلب عليه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإسلام فذلك أول الملاحم، ثم أخرج عن أبي عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس أبو النجم يروي عن أبي ذر الغفاري والحديث معلول، ثم رأيت في كتاب الفتن لنعيم بن حماد قال حدثنا أبو يوسف المقدسي وكان كوفيا عن محمد بن الحنفية قال يملك بنو العباس حتى ييأس الناس من الخير ثم يتشعب أمرهم في سنة خمس وتسعين ويكون في الناس شر طويل ثم يزول ملكهم في سنة سبع وتسعين أو تسع وتسعين ويقوم المهدي في سنة مائتين‏.‏ وأخرج نعيم أيضا عن جعفر قال يقوم المهدي سنة مائتين‏.‏ وأخرج أيضا عن أبي قبيل اجتماع الناس على المهدي سنة أربع ومائتين‏.‏ وهذه الآثار تشعر بتأخره إلى بعد الألف بمائتين‏.‏ وأخرج أبو نعيم أيضا عن عمرو بن العاص قال تهلك مصر إذا رميت بالقسي الأربع قوس الترك وقوس الروم وقوس الحبش وقوس أهل الأندلس قلت وجد الأول وسيوجد الباقون‏.‏ وأخرج نعيم بن حماد وابن عبد الحكم في فتوح مصر عن عمر بن الخطاب أنه قال لرجل من أهل مصر ليأتينكم أهل الأندلس فيقاتلونكم بوسيم حتى تركض الخيل في الدم ثم يهزمهم الله تعالى ثم تأتيكم الحبشة في العام الثاني‏.‏ وأخرج نعيم عن أبي قبيل قال خرج يوما وردان من عند مسلمة بن مخلد وهو أمير على مصر فمر على عبد الله بن عمر مستعجلا فناداه فقال أين تريد فقال أرسلني الأمير إلى منف فاحفر له كنز فرعون قال فارجع إليه وأقرئه مني السلام وقل له أن كنز فرعون ليس لك ولا لأصحابك إنما هو للحبشة يأتون في سفنهم يريدون الفسطاط فيسيرون حتى ينزلوا منفا فيظهر لهم الله كنز فرعون فيأخذون منه ما يشاؤون فيقولون ما نبغي غنيمة أفضل من هذه فيرجعون، ويخرج المسلمون في آثارهم حتى يدركوهم فيهزم الله تعالى الحبشة فيقتلهم المسلمون ويأسرونهم‏.‏ وأخرج نعيم عن عبد الله بن عمر قال يقاتلكم أهل الأندلس بوسيم فيأتيكم مددكم من الشام فيهزمهم الله تعالى ثم يأتيكم الحبشة في ثلثمائة ألف فتقاتلونهم أنتم وأهل الشام فيهزمهم الله تعالى والحمد لله رب العالمين‏.‏

كشف الريب عن الجيب

مسألة‏:‏

سأل سائل عن جيب قميص النبي صلى الله عليه وسلم هل كان على صدره كما هو المعتاد الآن في مصر وغيرها أو على كتفه كما يفعله المغاربة ويسميها أهل مصر فتحة حيدرية وذكر أن قائلا قال أن هذا الثاني هو السنة وان الأول شعار اليهود‏.‏

الجواب‏:‏

لم أقف في كلام أحد من العلماء على أن الأول شعار اليهود بل الظاهر أنه الذي كان عليه قميص النبي صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود‏:‏ باب في حل الأزرار ثم أخرج فيه من طريق معاوية بن قرة قال حدثني أبي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة فبايعناه وأن قميصه لمطلق‏.‏ وفي رواية البغوي في معجم الصحابة لمطلق الأزرار قال فبايعته ثم أدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم قال عروة فما رأيت معاوية ولا أباه قط إلا مطلقى أزرارهما في شتاء ولا حر ولا يزران أزرارهما أبدا فهذا يدل على أن جيب قميصه كان على صدره كما هو المعتاد الآن‏.‏ وقول الفقهاء لو رؤيت عورة المصلي من جيبه في ركوع أو سجود لم يكف فليزرره أو يشد وسطه يدل على ذلك أيضا لأن العورة إنما ترى من الجيب في الركوع والسجود إذا كان على الصدر بخلاف الفتحة الحيدرية وقد ورد في ذلك حديث روى الشافعي في مسنده وأحمد والأربعة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن سلمة بن الأكوع قال قلت يا رسول الله إني رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد قال نعم وأزرره ولو بشوكة‏.‏ ثم رأيت النقل في المسألة صريحا ولله الحمد قال البخاري في صحيحه باب جيب القميص من عند الصدر وغيره وأورد فيه حديث الجبتين في مثل المتصدق والبخيل وفيه ويقول بأصبعه هكذا في جيبه، قال الحافظ ابن حجر في شرحه فالظاهر أنه كان لابسا قميصا وكان في طوقه فتحة إلى صدره قال بل استدل به ابن بطال على أن الحبيب في ثياب السلف كان عند الصدر قال وموضع الدلالة منه أن البخيل إذا أراد إخراج يده أمسكت في الموضع الذي ضاق عليها وهو الثدي والتراقي وذلك في الصدر فبان أن جيبه كان في صدره لأنه لو كان في غيره لم يضطر يداه إلى ثدييه وتراقيه قال الحافظ ابن حجر بعد إيراد كلام ابن بطال وفي حديث قرة بن إياس الذي أخرجه أبو داود والترمذي وصححه وابن حبان لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم قال فأدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم ما يقتضي أن جيب قميصه كان في صدره لأن في أول الحديث أنه رآه مطلق القميص أي غير مزرر انتهى‏.‏ وأخرج الطبراني عن زيد بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى عثمان بن عفان فإذا أزراره محلولة فزرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال اجمع عطفي ردائك على نحرك، هذا أيضا يدل على أن جيبه كان على صدره‏.‏ وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن سعيد بن جبير في قوله تعالى ‏(‏وليضربن بخمرهن على جيوبهن‏)‏ يعني على النحر والصدر فلا يرى منه شيء‏.‏ وقال ابن جرير في تفسيره حدثني المثنى ثنا إسحاق بن الحجاج ثنا إسحاق بن إسماعيل عن سليمان بن أرقم عن الحسن قال رأيت عثمان بن عفان على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قميص محلول الزر‏.‏